عليهم "، فلو كانوا في صفهم لما جعل هناك فاصل درجة بينهم بحيث يكونون ملحقين بهم لا منهم.
2 - قوله تعالى * (وحسن أولئك رفيقا) * إذ جعلهم رفقاء لهم تأكيدا لمفهوم (المعية).
ويدل على مثل هذا ما ورد في قوله تعالى:
* (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم...) * (1).
ومع أن صدر الآية أشار إلى أن عامة المؤمنين من الصديقين والشهداء لا معهم ولكن ذيل الآية * (لهم أجرهم ونورهم) * دل على أن لهؤلاء المؤمنين منزلة الصديقين والشهداء من حيث الاجر والنور لا من حيث الصف والدرجة.
وبهذا يختص (السراط المستقيم) بأولئك الممحضين في الايمان (الأنبياء، الصديقين، الشهداء، الصالحين) ويكون أعلى مرتبة ودرجة من (السبل) التي تعود إلى باقي المؤمنين الذين لم يتخلصوا بصورة كاملة من أدران الشرك والظلم والضلال.
ثم يذكر أن للسراط المستقيم أيضا درجات بلحاظ العلم، فحتى أولئك الذين لا يلابس عقيدتهم ظلم أو شرك أبدا، يتفاوتون فيما بينهم في درجة العلم بالله تبارك وتعالى:
* (... يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات...) * (2).