منسوبة لغير الله إلا في ثلاثة موارد فقط حينما نسبت إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) والمتقين والمؤمنين، ولان السراط نسب لغير الله أيضا في قوله تعالى: * (صراط الذين أنعمت عليهم...) * ولو لمرة واحدة.
وبملاحظة نسبة استخدام لفظة (السبيل) إلى (السراط) في القرآن الكريم نجد أن الأولى قد استخدمت أضعاف استخدام الثانية، مما يجعل هذا الفرق في نسبة إضافتها لغير الله غير كاف في اثبات مدعاه (قدس سره) ومن ثم في الإعتماد على تلك الخصوصية التي أبرزها تبعا لذلك.
الثالثة: ذكر العلامة (قدس سره) ان السراط المستقيم مختص بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأن من يلحق بهم من عامة المؤمنين يلحق في درجة وصف أدنى.
وهذا المطلب وإن كان صحيحا في نفسه، إذ لا شك في أن طبقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين تمثل القمة بالنسبة إلى مسيرة البشرية، وحينئذ من ينسب إليهم ينسب بذلك الشكل الذي ادعاه، ولكن هذا المطلب لا يمكن أن يدعى ظهوره وبهذا الشكل من خلال القرآن الكريم خصوصا وأن القرآن يعتمد وبشكل أساسي على أساليب الكناية والاستعارة والتشبيه وتصوير القضايا المعنوية لتقريبها إلى الأذهان، إضافة إلى ملاحظة سعة وعموم تطبيقات ومصاديق تلك الطبقة الخاصة، فإنها وإن اشتملت على فئة الأنبياء (عليهم السلام) وهي فئة ذات مصاديق محدودة، ولكن فئة الشهداء والصالحين ذات مصاديق كثيرة جدا، قال تعالى:
* (... لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا...) * (1).