وبالرغم مما يشتمل عليه كلام العلامة الطباطبائي (قدس سره) من تحقيق رائع ودقة في الملاحظة وقرائن لتوضيح وإثبات المدعى الذي التزم به، إلا أن هناك عدة ملاحظات يمكن أن نشير إليها بهذا الصدد قد تنفع في الحكم على هذا الموضوع:
الأولى: أن مجئ لفظة السبيل بصيغة الجمع منسوبة إلى الله تبارك وتعالى مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى:
* (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) * (1).
لا يمكن الاعتماد عليه في مقام الاستدلال على الفرق بين مضمون السبيل والسراط، خصوصا مع ملاحظة ما ذكر من فرق من ناحية اللفظ بين السراط والسبيل، إذ من المحتمل أن عدم مجئ السراط بصيغة الجمع دون السبيل هو أن لفظة السبيل عندما تجمع يأتي جمعها سهلا ويجري على اللسان بسهولة بخلاف لفظة السراط التي يصعب الحصول على صيغة سهلة لجمعها.
فلعل عدم الاستخدام - إذن - ناتج من صعوبة التعبير بالجمع عن (السراط) ولولا ذلك لأستخدم كاستخدام (السبل). وهذا الامر ملحوظ في أسلوب القرآن الكريم، إذ اهتم بسهولة الألفاظ التي يستخدمها وتجنب بصورة عامة الغريب والصعب منها.
وعلى هذا لا يمكن أن يكون الفرق في استخدام هذين اللفظين في القرآن الكريم قرينة ودليلا على ما طرحه العلامة (قدس سره) وبتلك السعة وبذلك الشكل.
الثانية: أن ما أشار إليه العلامة (قدس سره) من أن السبيل قد نسب إلى غير الله تعالى، وأن السراط لم ينسب إلى غيره أمر غير واضح، وذلك لان (السبيل) لم ترد