هو الإنس والجن، فمن ذكر صفة الرحمة * (الرحمن الرحيم) * يفهم أن موضوع الحديث هو من يكون في موضع التكليف والرحمة والعقاب، ومن ذكر صفة يوم القيامة * (مالك يوم الدين) * يفهم أن هؤلاء لا بد وأن يكونوا في معرض الحساب في ذلك اليوم، ومن يكون في معرض التكليف والرحمة والثواب والعقاب والحساب انما هو الإنس والجن دون الملائكة.
2 - إن مراجعة موارد استخدام لفظة (العالمين) في القرآن الكريم تشعر بأن المبنى العام في استخدامها هو في خصوص عالم الإنس والجن، إذ إن هناك قرائن خاصة في أغلب موارد استعمالها تدل على أن المراد منها هو عالم الإنس والجن، كما أنه لا توجد في الموارد الأخرى المتبقية قرينة تدل على إرادة العموم منها.
قال تعالى في معرض الحديث عن النبوة وفضلها:
* (... وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) * (1).
فهذا الفضل الذي تفضل به الله تبارك وتعالى فضل خاص بعالم الإنس.
وفي قوله تعالى:
* (... فإني أعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين) * (2).
حديث عن العذاب الذي لا يكون إلا في مورد المسؤولية والتكليف والإرادة والاختيار، كما هو مقتضى (العدل الإلهي) وهذا لا يكون إلا في عالمي الإنس والجن.
وهكذا ما ورد في قوله تعالى * (... واصطفاك على نساء العالمين...) * (3)،