فبقرينة لفظة (النساء) تختص لفظة العالمين بالإنس، وقد تشمل الجن أيضا إذا افترضنا أن في الجن نساء.
والهداية في قوله تعالى * (هدى للعالمين) * (1)، تعني (الدين) وترتبط بالإرادة والاختيار اللذين لا ينسبان إلا إلى الجن والإنس.
وفي قوله تعالى * (... ذكرى للعالمين) * (2) و * (... للعالمين نذيرا...) * (3)، لا تصح الذكرى والموعظة والإنذار إلا فيمن يكون في معرض تحمل المسؤولية مع إرادته واختياره وهما عالما الإنس والجن.
وفي قوله تعالى * (... إن الله لغني عن العالمين) * (4)، الظاهر أن حاجة الله عز وجل المنفية في الآية المباركة إنما هي للمخلوق ذي الإرادة والاختيار الذي يطلب منه عبادة الله وهو ما ينطبق على الإنس والجن.
وهكذا في آيات كثيرة أخرى...
وأما في الروايات فإن هناك تفسيرا آخر للفظة (العالمين)، إذ ورد أن هناك عوالم خلقها الله تبارك وتعالى قبل خلق آدم (عليه السلام) وخلق هذا العالم، والتي عاشت حالة المسؤولية والتكليف، وكانت عوالم إرادة واختيار، عبر عن آدمها أيضا بآدم، فعن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه: " لعلك ترى أن الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أن الله لم يخلق غيركم؟! بلى والله، لقد خلق ألف ألف