واسع، (فالملك) إذن (ملك) مع خصوصية (السعة) في التصرف.
وقد يعرف الملك أيضا بأنه القدرة على التصرف في النظام الاجتماعي، أي الذي يملك الأمر والنهي في النظام، وباعتبار أن الولاة يملكون الأمر والنهي في النظام الاجتماعي سموا ملوكا، والله يملك الامر في النهي في كل الأمور الكونية والاجتماعية وفي هذه الحياة وفي الحياة الأخرى، بل وفي جميع العوالم وصف سبحانه بالملك، وقيل: إن (الملك) هو المتصرف بالامر والنهي في الجمهور وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء (1)، وفي غير هذا المورد تكون القدرة على التصرف (ملك) لا (ملك).
وعندما ندقق في هذا الكلام نجد أن المفهوم العرفي لكل من (الملك) و (الملك) يرجع إلى أمر واحد وهو (القدرة على التصرف) وإنما يفترقان في مجال ومتعلق التصرف، فالأول هو التصرف في النظام على نحو إصدار القرارات فيه، والثاني هو التصرف في الأشياء الأخرى، وأما الاختصاص والربط مع الشدة فيهما فهما من آثار هذه القدرة، ولا يكون حينئذ بيانا للمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، بل هما تفسير باللازم والأثر للمعنى الحقيقي، ولا يبعد أن يكون المعنى الصحيح للملك هو القدرة الحقيقية على التصرف بالأشياء، والملك مأخوذ من هذه القدرة مع إضافة عنصر النظام.
وقد جاءت مادة (ملك) في القرآن الكريم بصيغ متعددة، منها:
ملك: قال تعالى: * (ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شئ قدير) * (2).