ولعل منشأ استخدامها في (الإله) (1) هو باعتبار أن الإله خالق هذا الخلق ومغيره ومربيه باتجاه الكمال.
ولو أطلقت كلمة (الرب) دون إضافة إلى شئ، فإن المراد منها هو الله تبارك وتعالى كما في قوله تعالى:
* (... بلدة طيبة ورب غفور...) * (2).
ومع الإضافة فإنها تستخدم في معان أخرى، منها (السيد) و (المالك) و (المنعم)، قال تعالى:
* (... اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه...) * (3).
وقوله تعالى:
* (... قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي...) * (4).
حيث قيل عن يوسف (عليه السلام) إنه أراد بالرب هنا العزيز الذي رباه، كما لعله الظاهر من قرينة الحال، كما قيل أيضا انه عنى به الله تبارك وتعالى.
ولعل منشأ استخدام (الرب) في (السيد) هو نفس منشأ استخدامها في (الإله) باعتبار ما في السيد من امكانية تغيير حالة العبد من حال إلى حال أفضل أو بسبب الاشتراك والعلاقة بين مضمون السيد والإله الذي أصبحت لفظة (الرب) واضحة في الدلالة عليه ولو على نحو العلاقة الادعائية، إذ يدعي بعض الملوك والسادة المنحرفين الهيمنة على كل شئ وكأنهم آلهة.