علما في الذات الإلهية المقدسة (1)، الامر الذي قد لا نجده في غيرها من الصفات، وفي قوله تعالى * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن...) * (2)، إشارة إلى أن هذه الصفة كانت من المسميات التي تطلق على الله تعالى اطلاق العلمية، وعلى هذا الأساس يمكن افتراض استخدامها في آية (البسملة) علما في الذات الإلهية للتأكيد، إضافة إلى افتراض استخدامها صفة له تبارك وتعالى.
وأما (الرحيم) فهي صفة من صفات الله تبارك وتعالى والتي يمكن أن تدخل في خصوصية الشعار الذي تضمن مسألة تأكيد اسم الله ووحدانيته، فمن خلال هذه الصفة يمكن أن يطرح مفهوم الرحمة أيضا كما طرح في لفظ (الرحمن) بحيث يمثل حالة شعارية وسمة مميزة للدين الإسلامي، هذه الحالة التي تحاكي احساس الإنسان الأكيد بالحاجة إلى هذه الرحمة لسد نقصه وفقره وعوزه والتي تفتح أمامه باب التوبة والمغفرة، إذ يلاحظ أن صفة الرحيم قد اقترنت في أكثر موارد استعمالها بكلمة (الغفور) أو ما يشابهها (كالتواب) و (الرؤوف).
وهكذا يتبين لنا أن المضمون الكلي للبسملة مضمون شعاري تم تأكيد مسألة توحيد الله تبارك وتعالى من خلاله مع اظهار غلبة صفة الرحمة على هذا الإله.
خامسا: الروايات التي وردت في كتب العامة والخاصة وبألسنة مختلفة والتي تدل على أن الناس في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) وحتى الجاهليين منهم قد تعاملوا