والفرق بين الشكلين هو أن المراد من التسبيح في شكله الأول هو تنزيه الله عز وجل بحسب مضمون التسبيح وواقعه، أي تسبيحه بالحمل الشايع الصناعي - كما يقال في علم المنطق - فإذا أردنا أن نذكر واقع التنزيه والتسبيح لله تبارك وتعالى فلا بد أن نأتي بالتسبيح منسوبا إليه مباشرة * (سبحان ربك...) * * (سبحان الله...) *، ويكون العبد حينئذ في مقام تنزيه البارئ عز وجل تنزيها واقعيا خارجيا.
وهذا النوع من التسبيح تسبيح تكويني حاكم في كل الموجودات أرادت أو لم ترد:
* (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم) * (١).
وأما إذا أراد العبد تنزيه البارئ عز وجل ضمن شعيرة معينة وضمن إطار وشكل معين للتنزيه والتسبيح بحيث يؤخذ الشكل والصورة والصيغة والهيكلية بعين الاعتبار أي تسبيحه (بالحمل المفهومي) ولا يكتفى فيه بمجرد واقعه بل ينظر فيه إلى مفهوم التسبيح ولا يقتصر على مضمونه، فحينئذ تستخدم كلمة (الاسم) وينسب إليها التسبيح لتحصيل هذا الامر:
* ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ (2).
وهكذا يمكن تطبيق هذه الفكرة على الموارد المختلفة لاستخدام كلمة (الاسم) في القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى: * (باسم الله مجراها ومرساها) * (3)، فالمراد