وعن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " وإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم سترتك فيما بين السماوات والأرض " (1).
وفي رواية أخرى نتبين مدى أهميتها وعظمتها من خلال جذرها وبعدها التأريخي في الوحي الإلهي، فقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام): " أول كل كتاب نزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم " (2).
وفي رواية أخرى ذم واتهام لأولئك الذين كتموها ولم يجهروا بها، فعن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "... سرقوا أكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم " (3).
إن هذه الأهمية الخاصة التي أعطيت للبسملة لا يمكن أن تكون باعتبار مضمونها والمفردات المستخدمة فيها فقط، لأن هناك آيات أخرى احتوت كل ذلك دون أن تعطي تلك الأهمية الكبيرة، من قبيل قوله تعالى: * (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * (4)، ولكن يمكن أن نفسر هذا الاهتمام الخاص بها لأنها قد جعلت شعارا من شعارات المسلمين، وبذلك تميزت عن غيرها من الآيات وإن احتوت مضمونها وشابهتها من حيث التركيب اللفظي.
ثالثا: ما نجده في حياة المسلمين واقعا قائما من خلال دراسة سلوكهم العام الحاكم عليهم، إذ نجد أن (البسملة) قد أصبحت جزءا من حياتهم وشعارا من شعاراتهم يهتم بذكره عند بدء كل عمل من الأعمال.