وقد يقال بأن هذا الأمر ناتج من أثر الأدب القرآني الإسلامي، ولكننا نعرف بأن هناك كثيرا من الآداب الإسلامية التي نص عليها القرآن الكريم من قبيل (الاستعاذة)، قال تعالى: * (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) * (1)، والتي عمل بها المسلمون، إلا أنها لم تتخذ موقع البسملة في حياتهم، الامر الذي يدل على أنها قد تميزت بخصوصية معينة بالنسبة لهم وهي ما نعبر عنه بالخصوصية (الشعارية) لها.
رابعا: إن مضمون البسملة هو مضمون يناسب الشعار، وذلك بلحاظ عدة أبعاد:
الأول: ما أشرنا إليه من حذف متعلق حرف الجر، إذ قد يكون المقصود منه جعل القضية أوسع من حالة (الابتداء) أو (الاستعانة) لأن الحذف أسلوب استخدمه القرآن الكريم في مقام إطلاق الشئ واعطائه صفة أكبر وأشمل، وحينئذ تكون (البسملة) ذات طبيعة شاملة يمكن استخدامها كشعار في كل حالة يعيشها الإنسان المسلم.
الثاني: إن البسملة تتركب من مفردات أربع إضافة إلى حرف الجر، وهذه المفردات تتمركز كلها حول مفهوم واحد هو الله تبارك وتعالى (فالاسم) هو اسم الله تعالى وهو حاك عن المسمى ولا دور ثاني له.
و (الله) علم في الذات الإلهية المقدسة.
و (الرحمن) صفة لله تعالى تدل على المبالغة في الرحمة الإلهية، ومن خلال مراجعة موارد استخدامها في القرآن الكريم نجد أنها قد استخدمت لمرات عديدة