والعادات العامة الذي يؤشر في نظر هؤلاء الفقهاء إلى عدم وجود هذه الملكة في الإنسان.
غير أن الشارع المقدس وان ادخل (العرف العام) عاملا من العوامل المهمة في الضبط السلوكي والقانوني للإنسان المسلم، إلا أنه عمل على تكييف هذه الأعراف وفقا للأحكام الشرعية، وجعل للشعارات الإسلامية دورا مهما في هذا المجال، ولعل قوله تعالى * (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) * (1)، إشارة لهذا الربط وتوضيح لدور الشعائر في الجانب التربوي للإنسان.
وبهذا يمكن أن نفهم دور الشعار كعامل خارجي مؤثر في التزام الإنسان بالتقوى.
فإن هناك عاملين مؤثرين في التزام الإنسان بالتقوى والسلوك المناسب للشريعة:
أحدهما: هو العامل الداخلي الذاتي الموجود في الإنسان المتمثل بحب الله تعالى أو الخوف من ناره أو الرغبة في جنته إلى غير ذلك من الأمور التي تختلف بحسب درجة تكامل الإنسان ورقيه.
والآخر: هو العامل الخارجي الذي يعبر عنه (بالعرف العام) والذي يتدخل الشعار الإسلامي في عملية إرسائه وتكييفه وفق موازين الشرع الإسلامي.
الثاني: إن الشعار يمثل خصوصية نفسية وروحية أيضا تصعد من الجانب المعنوي من الإنسان، إذ يتمكن الإنسان من خلال تكراره للشعار أن يصعد درجة العلاقة بينه وبين مضمون الشعار معنويا ويكسر حالة التردد والخوف التي قد توجد