مع البسملة على أنها شعار إسلامي.
في تفسير العياشي، عن زيد بن علي قال: " دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فذكر بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: تدري ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم؟
فقلت: لا، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان يصلي بفناء الكعبة، فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل ابن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يكثر ترداد بسم الله الرحمن الرحيم، فيرفع بها صوته، فيقولون: ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا، أنه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه ويقولون إذا جاز بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا، فأنزل الله في ذلك * (... وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) * " (1).
وقد فسرت (وحده) هنا بأنها عبارة عن ذكر الله في (بسم الله الرحمن الرحيم)، وفي الرواية دلالة على أن المشركين قد انتزعوا من مسألة تكرار الرسول (صلى الله عليه وآله) للبسملة بصوت مرتفع أن هذه الآية شعار من شعارات المسلمين، ولذلك كرهوا سماعها.
على أن هذا الانتزاع ليس أمرا خاصا بالمشركين، فإن الناس عامة ينتزعون من عملية التكرار حالة الشعارية للأمر المكرر انتزاعا عرفيا.
وبناء على هذه المؤشرات يمكن أن نستنتج أن (البسملة) شعار من شعارات المسلمين، وعلى هذا الأساس كانوا يكررونها دائما لا لكونها أدبا إسلاميا فحسب، نعم يمكن أن نقول: إن الشعار يمثل أعلى درجات الأدب المطلوب (2).