ثانيها: الأحاسيس والعواطف العقلية المرتبطة بالجانب الوجداني والاحساسي للإنسان، وهي على قسمين، بناء على التصور الإسلامي عن الإنسان، وأنه مركب من مادة وروح:
1 - الأحاسيس والعواطف التي تمثل الجانب المادي للانسان (الغرائز المادية) من قبيل الاحساس بالجوع والعطش والجنس والضعف و....
2 - أحاسيس وعواطف روحية مرتبطة بجانبه النفسي والروحي وهو الجانب الغيبي (ما وراء الطبيعة) فيه.
إن مجموعة الأحاسيس والعواطف هذه تؤثر على سلوك الإنسان وتغيره كما يتحدث عنها القرآن الكريم وكما هي في الواقع، ولكن لا بمعنى أن تكون السبب والعلة في ذلك التغيير، لأن الإنسان على الرغم من وجود مثل هذه الأحاسيس يبقى حرا في الاختيار مريدا للأشياء، وإن تأثرت ارادته وسلوكه - أحيانا - بمثل هذه الأحاسيس، بمعنى أنها ضغوط لتوجيه الإنسان أريد من خلالها امتحان واختبار ارادته ليتكامل من خلال اختيار الطريق السليم بالإرادة الحرة له.
ولذلك امتاز الإنسان بالإرادة على غيره من المخلوقات كما امتاز بالعلم والمعرفة (1).
ثالثها: إن ممارسة الإنسان للأعمال الصالحة والحسنة هي أحد الأساليب الأساسية لتكامله بحسب طبعه، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في موارد عدة، فقد تفسر ظاهرة إيتاء الزكاة بأنها لسد حاجة الفقراء كما هو المتبادر إلى الذهن ابتداء، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد لهذا التشريع، بل التزكية والتطهير