الذاتي من خلال الممارسة هو الهدف الأهم الذي يشير إليه القرآن الكريم بالنسبة إلى الإنسان المنفق والذي يمكن أن يعوضه عن خسارة الإنفاق.
قال تعالى:
* (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها...) * (1).
فإنه وان كان لهذا الإنفاق مؤدى اقتصادي واجتماعي - بل وحتى سياسي كما في حالة الإنفاق على المؤلفة قلوبهم - ولكن يبقى الهدف الأساسي هو عملية تطهير وتزكية الإنسان ذاته وتكامله.
وفي قوله تعالى:
* (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم...) * (2).
يظهر أن إنفاق الدماء واللحوم لا فائدة لله تعالى بها، بالرغم من أن انفاقها هو تعظيم لشعائر الله تعالى، وانما تكمن الفائدة الحقيقية للإنسان في ممارسته لهذا العمل في استجابته لأمر الله تعالى، وهو ما يعبر عنه (بالتقوى) والذي يتكامل الإنسان من خلالها ويزداد قربا من الله سبحانه تعالى.
وهكذا يتضح أن الله تبارك وتعالى ليس بحاجة إلى صلاتنا وحجنا وزكاتنا ولا لغيرها من الأمور الصالحة والحسنة، ولكنه مع ذلك أوجبها علينا وطلبها منا، لأن ممارسة مثل هذه الأعمال وفق السنن التي تؤثر في شخصية الإنسان تنتهي به إلى الارتقاء في سلم التكامل والقرب من الله عز وجل.
رابعا: إن الإسلام اهتم - ومن خلال مجموعة ظواهر وقضايا يأتي الحديث