والحكمة الإلهية، بل والمكاشفات الإيمانية والمشاهدات العرفانية، يكون الجبر من الأباطيل، إلا أن التفويض أبطل الأباطيل وإبليس الأبالسة، ولذلك ورد في أحاديثنا من قال بالجبر فهو كافر، ومن قال بالتفويض فهو مشرك، وإنما الأمر بين الأمرين (1).
فعلى هذا ينكشف أخسئية التفويض من الجبر، ومكفيك لذلك ذهاب مثل الفخر إلى الجبر في تفسيره، لما يدافع عن استدلالات القوم، ويمضي من غير كلام خذله الله تعالى، ومثل القاضي إلى خلافه (2)، ولو كانوا أتوا الحقائق من أبوابها، ولم ينحرفوا عن الجادة الصحيحة والصراط السوي، لنالوا العلوم ولو كانت في الثريا.
فيا للأسف من البلاء والمصيبة والكارثة، الحالة على الأمة الإسلامية من اليوم الأول، وهو يوم الاثنين، قاتلهم الله فأنى يؤفكون، ويقولون ما ليس في قلوبهم، طمعا في الدنيا وحطامها، وخوفا من أهلها وحكامها. اللهم عجل فرج وليك الحجة بن الحسن (عليه السلام) كي يظهر الحق لأهله.