الملائكة في قوله تعالى: * (للملائكة) * عاما كافة إلا أن ذلك حسب مراتب وجوداتهم بحسب مراتب آدم * (اسجدوا لآدم) * ولتكونوا خاضعين تكوينا بالنسبة إلى كثير من مشتهياته، وتشريعا بالقياس إلى طائفة من متطلباته، وأن له القدرة - على نعت الإهمال والإبهام - على الاستمداد باحضار الملائكة وتسخير الشيطان والأجنة، وليكونوا في محضر أمره وطلبه، كي لا يحتاج إلى التسخير، وقد كان سليمان سخر له ملك الجن والإنس بإذن الله تعالى.
* (فسجدوا) * لله تعالى على خلقه لمثل آدم، أو سجدوا لآدم طولا مع أنهم الساجدون إلى الآن وإلى الأبد طبعا وحقيقة، لما فيه من علم الأسماء، ففي هذه الحركة الصعودية الطبيعية يحتاج آدم إليهم، ويحتاجون إليه في البقاء.
* (إلا إبليس) * والشيطنة الوهمية والقوة الكلية الأوهامية في الإنسان الكبير، كالخيال المنفصل مبدأ القوى الجزئية في الإنسان الصغير الذي هو نموذج ذلك العالم، فإبليس امتنع عن القعود عنده والتخضع له، ولكنه تدخل في جميع عروقه ودمائه وقواه، مصلحة له، ومذلة لنفسه خدمة لآدم ونقمة لمثله * (أبى) * وتأبى عن ذلك بشكل الانقياد والخدمة المستقيمة * (واستكبر) * بمناقضة الله في القول والأمر، ومناقشة الأمر في كونه صلاحا وجائزا * (وكان من الكافرين) * والآن كما كان ويكون كذلك في هذا الأمر، مع أنه برئ من الكافرين المشركين