نحوها إلا ما هو أكثر ارتباطا بها وأظهر فيها، تلك الموهبة التي منها الموهبة الشيطانية الكلية الوهمية، فإنها أيضا معروضة على آدم الكلي السعي، وعلى جميع أفراد الآدم الكلي الطبيعي، وحيث إن الملائكة محدودة، غير واجدة للقوة الراقية نحو تلك الأسماء على الإطلاق، بقيت متحيرة وعاجزة عن الجواب حسب التكوين المشعر به القرآن، من غير أن تكون مقاولة لفظية، أو مباحثة خاطرية أو ملاحمة وهمية، أو هواجس فكرية، فلا عرض بحسب ما هو معروض المعلم عند المتعلم، مع أنه عرض أقوى منه بما لا يتناهى، وحيث لا يكون في عالم الألفاظ والخلقة الصوتية ما يؤدي حقه يتشبث بتلك التعابير القاصرة الموجبة للانحطاط، الذين هم غير واردين وردها وغير متشبثين بأذيالها وهم أئمة التوحيد (عليهم السلام) وتوحيد الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.
وبالجملة: هذه الألفاظ أسماء لكونها تعرب عن أشياء، وهذه الأشياء أسماء لكونها معربة عن المسيرة، وتلك المسيرة اسم لكونها كاشفة عن جهة السير إلى الله تعالى، وتلك الجهة اسم لكونها موضحة لوجود المبدأ السيري في المبدأ الأعلى، وهو اسم لأنه نور يكشف عن البسيطة الإطلاقية، وإن تلك الكثرة الأسمائية تنتهي إلى الوحدة الذاتية، وهذا هو أحد معاني الأسماء الخمسة الإلهية الدارجة في لسان العارفين القائلين: بأن الحمد لله تعالى بالألسنة الخمسة أو بالحضرات الخمسة.
فما هو مورد تعليم الله آدم (عليه السلام) هي الأسماء بما لها من الإعراب والإيضاح، وما هو المعروض هي المسميات التي هي عين الأسماء،