والخطاب إلى الجنس والنوع * (للملائكة) *، لا لمطلق الملائكة، بل لطائفة خاصة منهم: * (إني) *، أي إن ربكم * (جاعل في) * هذه * (الأرض) * التي بين أيديكم * (خليفة) * وخلفا عني، أي ربكم، وهذا الفعل لغرض من الأغراض الصحيحة اللازم وجوده فيها، * (قالوا) * - فأظهروا ما في وجودهم من الخواطر -: * (أتجعل) * - جعلا بسيطا - وتخلق خلقا * (فيها من يفسد فيها) * في الأرض، حسب طبيعة الأرض وطينة التراب وأمثاله من الأرضيات والسفليات، * (ويسفك الدماء) *، ويخل النظام، ويكون ظالما بعضهم لبعض وبعض أصنافهم لبعض، بل لبعض الأنواع الاخر اللاحقة بالأرض، فيجعلون من الجن في السجون، فيفسدون من جهات شتى، * (و) * الحال * (نحن) * الملائكة * (نسبح بحمدك) * حسب الطينة - كما تعرف وتدري - * (ونقدس لك) * حسب اللياقة والاستحقاق المعلوم عندنا لك * (قال) * الله ربكم: * (إني) * الذي هو الرب المتصدي لتربية العالم، ومخرجها من الظلمات إلى النور * (أعلم ما) * - بعضا من الأشياء التي - * (لا تعلمون) * أنتم الملائكة نقلا عن غيركم من سائر الأنواع.
وقريب منه: * (قالوا) * - أي الملائكة -: * (أتجعل فيها من يفسد فيها) * * (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * إني أجعل في الأرض خليفة كانت هي موجودة، ولكنها نصبت خليفة، كما أن جعل الخلافة بعد جعل الوجود، وخلق الإنسان في سائر الأقوام والملل، فلا شأن جديد له تعالى في هذا الأمر، فكان من يجعله خليفة موجودا قبل ذلك الزمان إلا أنه لم يكن في الأرض، بل كان في قطر آخر من الأقطار في العالم والفضاء.