فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) * " (1).
وقد مر في ذيل هذا الخبر في بحوث متعلقة بخلق آدم ومجيئه من السماء إلى الأرض.
وفي تفسير البرغاني عن ابن إبراهيم القمي (رحمه الله) عن علي (عليه السلام): " إن الله تبارك وتعالى أراد أن يخلق خلقا بيده، وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة، وكان من شأنه خلق آدم كشط - كشف - عن أطباق السماوات، وقال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من الجنة والنسناس، فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم، فغضبوا لله وتأسفوا على أهل الأرض، ولم يملكوا غضبهم، فقالوا: ربنا إنك أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل، يتقلبون في قبضتك، ويعيشون برزقك، ويتمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام، ولا تأسف عليهم، ولا تغضب، ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك. قال:
فلما سمع ذلك من الملائكة قال: * (إني جاعل في الأرض خليفة) * يكون حجة لي في أرضي على خلقي. فقالت الملائكة: سبحانك * (أتجعل فيها من يفسد فيها) *، كما أفسدت بنو الجان، * (ويسفك الدماء) * كما سفكت بنو الجان، ويتحاسدون ويتباغضون، فاجعل ذلك الخليفة منا، فإنا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء، و * (نسبح بحمدك ونقدس لك قال) * عز وجل: * (إني أعلم ما لا تعلمون) * إني أريد أن أخلق خلقا بيدي وأجعل من ذريته أنبياء ومرسلين