العسيف: الأجير والعبد المستهان به. قال:
أطلعت النفس في الشهوات حتى أعادتني عسيفا عبد عبد ولا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل كعليم أو بمعنى مفعول كأسير فهو على الأول من قولهم: هو يعسف ضيعتهم أي يرعاها ويكفيهم ويقال: كم أعسف عليك! أي كم أعمل لك! وعلى الثاني من العسف لأن مولاه يعسفه على ما يريد وجمعه على فعلاء في الوجهين نحو قولهم: علماء وأسراء.
الأسيف: الشيخ الفاني وقيل العبد. وعن المبرد: يكون الأحير ويكون الأسير.
وفى الحديث: لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا.
عسل إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا عسله. قيل: يا رسول الله وما عسله قال:
يفتح الله له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله.
هو من عسل الطعام يعسله ويعسله إذا جعل فيه العسل كأنه شبه ما رزقه الله من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يجعل في الطعام فيحلو لي به ويطيب.
قال لامرأة رفاعة القرظي: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة [فقالت: نعم! قال:] لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.
قلت: فإنه يا رسول الله قد جاءني هبة.
وروى أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير فجاءت وعليها خمار أخضر فشكت إلى عائشة وأرتها خضرة جلدها. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنساء ينصر بعضهن بعضا قالت عائشة: ما رأيت مثل ما تلقى المؤمنات! لجلدها أشد خضرة من ثوبها!
وسمع أنها قد أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه ابنان له من غيرها. قالت: والله مالي إليه من ذنب إلا أن ما معه ليس بأغنى عنى من هذه وأخذت هدبة من ثوبها فقال: كذبت والله! يا رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشز تريد رفاعة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن كان ذلك لم تحلى له حتى تذوقي عسيلته فأبصر معه ابنين له فقال: أبنوك هؤلاء قال: نعم قال: هذا الذي تزعمين ما تزعمين! فوالله لهم أشبه به من الغراب بالغراب.