السكينة والتؤده ويقع على سرعة المشي واستدللت في ذلك الموضع بقوله الله عز وجل يا أيها الذين أمنوا إذا نؤدي الولاء من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فبين النبي صلى الله عليه وسلم المولى بيان ما أنزل الله عز وجل من الوحي أن هذا السعي الذي أمر الله به في هذه الآية هم المضي والمشي إلى الجمعة على السكينة والوقار بقوله إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة والوقار فلو كان الله جل وعلا أمر بسرعة المشي إلى الجمعة في هذه الآية لما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا أتيتم الصلاة فآتوها عليه تمشون ولا تأتوها تمشون ولا تأتوها تسعون وكنت أعلمت في ذلك الموضع أن جائز أن يقع اسم الواحد على الفعلين أحدهما منهي عنه والآخر مأمور به إذ اسم السعي قد يقع على المشي على السكنة والوقار وعلى سرعة المشي الذي هو هرولة فأمر الله جل وعلا بالسعي إلى الجمعة وزجر النبي صلى الله عليه وسلم عن السعي إلى الصلاة فالسعي الذي أمر الله هذه الآية المشي الذي هو ضد الهرولة والسعي الذي زجر الله عنه عند إتيان الصلاة هو سرعة المشي الذي هو العطار الهرولة أو الهرولة ثنا علي بن منذر ثنا بن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان السلمي قال رأيت بن عمر يمشي في المسعى فقلت له تمشي في المسعى بين الصفا والمروة فقال أداء سعيت لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسعى ولئن مشيت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا شيخ كبير
(٢٣٦)