أنه قال لعبد الله بن عمر إنك لتزاحم على هذين الركنين قال أن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مسحهما يحط الخطايا وسمعته يقول من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع إلا كتب الله له حسنة ويحط عنه خطيئة وكتب له درجة وسمعته يقول من أحصى أسبوعا كان كعتق رقبة قال يوسف في حديثه ورفعت له بها درجة باب الصلاة بعد الفراغ من الطواف عند المقام والدليل على أن الله عز وجل قد يأمر بالأمر أمر ندب وإرشاد وفضيلة لا أن كل امره أمر فرض وإيجاب إذ الله عز وجل أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى وتلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية عند فراغه من الطواف لما عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وليس بفرض على الطائف ولا على أحد من المصلين الصلاة خلف المقام إذ الصلاة بعد الفراغ من الطواف جائزة خلف المقام وفي غيره من المسجد مستقبل الكعبة وأحسب هذه اللفظة من مقام إبراهيم من الجنس الذي كنت أعلمت أن العرب قد الخطبة من في بعض كلامها في الموضع الذي يكون معناها معنى حذف من كقوله تعالى في سورة نوح يغفر لكم من ذنوبكم والعلم محيط أن نوحا لم يدع قومه إلى الإيمان بالله ليغفر لهم بعض ذنوبهم التي ارتكبوها في الكفر دون أن يكفر جميع ذنوبهم قال الله عز وجل لنبيه عليه السلام قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فأعلم ربنا أن الكافر إذ آمن ورجاله ذنوبه السالفة كلها لا بعضها دون بعض ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا جعفر حدثني أبي قال
(٢٢٨)