قال أبو بكر هذا من الجنس الذي نقول إن الإشارة تقوم مقام النطق باب استحباب الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن النبيذ مسكرا ثنا محمد بن أبان ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله ح وثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد عن حميد عن بكر وهذا حديث بن أبي عدي جاء أعرابي إلى السقاية فشرب نبيذا فقال ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل أمن بخل أم من حاجة فقال بن عباس وذاك بعد ما ذهب بصره علي بالرجل فأتى به فقال إنه ليست بنا حاجة ولا بخل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وهو على بعيره وخلفه أسامة بن زيد فاستسقى فسقيناه نبيذا فشرب ثم ناول فضله أسامة فقال قد أحسنتم وأجملتم وكذلك فافعلوا فنحن لا نريد أن نغير ذلك قال أبو بكر وهذا الخبر من الجنس الذي نقول في كتبنا إن الله عز وجل يبيح الشئ بذكر مجمل ويبين في آية أخرى على اختلفوا نبيه صلى الله عليه وسلم أن ما إباحة بذكر مجمل أراد به بعض ذلك الشئ الذي ذكره مجملا لا جميعه وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يبيح الشئ بذكر مجمل ويبينه في وقت تال أن ما أجمل ذكره أراد به بعض ذلك الشئ لا جميعه كقوله كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود الآية فأجمل في هذه الآية ذكر المأكول والمشروب وبين في غير هذا الموضع أنه إنما أباح بعض المأكول وبعض المشروب لا جميعه وهذا باب طويل قد بينته في غير موضع من كتبنا فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أباح الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن مسكرا لأنه أعلم أن المسكر حرام
(٣٠٧)