قال الحجر من البيت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت من ورائه وقال الله وليطوفوا بالبيت العتيق قال أبو بكر هذه اللفظة الحجر من البيت من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن الاسم باسم المعرفة بالألف واللام قد يقع على بعض الشئ والنبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تصلي في الحجر وقال الحجر من البيت أراد بعض الحجر لا كله وابن عباس رحمه الله لم يرد بقوله الحجر من البيت جميع الحجر وإنما أراد بعضه على ما خبرت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الحجر من البيت لا جميعه باب ذكر الدليل على صحة ما تأولت قول بن عباس والبيان أن بعض الحجر من البيت لا جميعه ثنا الفضل بن يعقوب الجزري أخبرنا بن بكر أخبرنا بن جريج ح وثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال سمعت عبد الله بن عمير والوليد بن عطاء عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال قال عبد الله بن عبيد وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن أبا خبيب يعني بن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها قال الحارث بلى أنا سمعته منها قال سمعتها تقول ماذا قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا من بنيان البيت وإني لولا حداثة عهدهم بالشرك ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي فلأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع هذا حديث عبد الله بن عبيد وزاد عليه الوليد بن عطاء قال النبي صلى الله عليه وسلم لجعلت له بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان لقومك رفعوا بابها قلت لا قال تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها دعوه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أأنت سمعتها تقول هذا قال نعم فنكت ساعة بعصاه ثم قال وددت إني تركته وما تحمل
(٢٢٣)