كلام الحافظ وقد ذكر هنا عدة من الكذابين الدجالين وذكر أسماءهم وشيئا من أحوالهم (كلهم يزعم أنه رسول الله) هذا ظاهر في أن كلا منهم يدعي النبوة وهذا هو السر في قوله في اخر الحديث الآتي وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي ويحتمل أن يكون الذين يدعون النبوة منهم ما ذكر من الثلاثين أو نحوها وأن من زاد على العدد المذكور يكون كذابا فقط لكن يدعو إلى الضلالة كغلاة الرافضة والباطنية وأهل الوحدة والحلولية وسائر للفرق الدعاة إلى ما يعلم بالضرورة أنه خلاف ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤيده أن في حديث علي عند أحمد فقال علي لعبد الله بن الكواء وإنك لمتهم وابن الكواء لم يدع النبوة وإنما كان يغلو في الرفض قوله (وفي الباب عن سمرة وابن عمر) أما حديث جابر بن سمرة فأخرجه مسلم وأما حديث ابن عمر فلينظر من أخرجه قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود قوله (حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين) منها ما وقع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في خلافة الصديق رضي الله عنه (الأوثان) أي الأصنام (وأنه) أي الشأن (كذابون) أي في ادعائهم النبوة (وأنا خاتم النبيين) بكسر التاء وفتحها والجملة حالية (لا نبي بعدي) تفسير لما قبله قوله (هذا حديث صحيح) وأخرجه أبو داود في الفتن مطولا
(٣٨٦)