القاري ومن المقرر أن كل ما يكون مبغوضا لله ليس له وزن وقدر كما أن كل ما يكون محبوبا له يكون عنده عظيما قال تعالى في حق الكفار فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وفي الحديث المشهور كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان اللهم العظيم وبهذا تمت المقابلة بين القرينتين انتهى قوله (وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك) أما حديث عائشة فأخرجه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولفظه إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في هذا الباب وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار وأبي يعلي بإسناد جيد رواته ثقات ولفظ أبي يعلي قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما وله حديث اخر ذكره المنذري في الترغيب وأما حديث أسامة بن شريك فأخرجه الطبراني وابن حبان في صحيحه قال المنذري رواه الطبراني محتج بهم في الصحيح انتهى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه ابن حبان في صحيحه وأخرجه أبو داود لكن اقتصر على الجملة الأولى كذا في الترغيب قوله (حدثنا قبيصة بن الليث) بن قبيصة برمة الأسدي الكوفي صدوق من التاسعة (عن عطاء) بن نافع الكيخاراني قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين عطاء الكيخاراني ثقة وكذا قال النسائي له عندهم حديث واحد في حسن الخلق كذا في تهذيب التهذيب وقال في التقريب ثقة من الرابعة قوله (وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به إلخ) وفي حديث عائشة عند أبي داود إن المؤمن
(١١٩)