قوله (هذا حديث غريب) قال المناوي في شرح الجامع الصغير إسناده ضعيف قوله (حدثنا المحاربي) هو عبد الرحمن بن محمد (عن ليث) هو ابن أبي سليم (عن عبد الملك) بن أبي بشير البصري نزيل المداين ثقة من السادسة قوله (لا تمار) بضم أوله من المماراة أي لا تجادل ولا تخاصم (أخاك) أي المسلم (ولا تمازحه) أي مزاحا يقضي إلى إيذائه من هتك العرض ونحوه (ولا تعده موعدا) أي وعدا أو زمان وعد أو مكانه (فتخلفه) من الاخلاف وهو منصوب قال الطيبي إن روي منصوبا كان جوابا للنهي على تقدير أن فيكون مسببا عما قبله فعلى هذا التنكير في موعد للنوع من الموعد وهو ما يرضاه الله تعالى بأن يعزم عليه قطعا ولا يستثنى فيجعل الله ذلك سببا للإخلاف أو ينوي في الوعد كالمنافق فإن اية النفاق الخلف في الوعد كما ورد إذا وعد أخلف ويحتمل أن يكون النهي عن مطلق الوعد لأنه كثيرا ما يفضي إلى الخلف ولو روي مرفوعا كان النهي الوعد المستعقب للخلاف أي لا تعده موعدا فأنت تخلفه على أنه جملة خبرية معطوفة على إنشائية قال النووي أجمعوا على أن من وعد إنسانا شيئا ليس بمنهي عنه فينبغي أن يفي بوعده وهل ذلك واجب أو مستحب فيه خلاف ذهب الشافعي وأبو حنيفة والجمهور إلى أنه مستحب فلو تركه فاته الفضل وارتكب المكروه كراهة شديدة ولا أثم يعني من حيث هو خلف وإن كان يأثم إن قصد به الأذى قال وذهب جماعة إلى أنه واجب منهم عمر بن عبد العزيز وبعضهم إلى التفصيل ويؤيد الوجه الأول ما أورده في الاحياء حيث قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وعد وعدا قال عسى وكان ابن مسعود لا يعد وعدا إلا ويقول إن شاء الله تعالى وهو الأولى ثم إذ افهم مع ذلك الجزم في الوعد فلا بد من الوفاء إلا أن يتعذر كان عند الوعد عازما على أن لا يعني به فهذا هو النفاق انتهى قوله (هذا حديث غريب) في سنده ليث بن أبي سليم قال الحافظ صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك
(١١١)