أو هو بضم الهمزة بمعنى أدم الحز من قولك رنوت إذا أدمت النظر إلى الشئ وأراد أدم النظر إليه وراعه ببصرك * ثالثها أن يكون مهموزا من قولك أر أن يرئن إذا نشط وخف كأنه فعل أمر بالاسراع لئلا يموت خنقا ورجح في شرح السنن هذا الوجه الأخير فقال صوابه أرئن بهمزة ومعناه خف واعجل لئلا تخنقها فان الذبح إذا كان بغير الحديد احتاج صاحبه إلى خفة يد وسرعة في أمرار تلك الآلة والاتيان على الحلقوم والأوداج كلها قبل أن تهلك الذبيحة بما ينالها من ألم الضغط قبل نطح مذابحها ثم قال وقد ذكرت هذا الحرف في غريب الحديث وذكرت فيه وجوها يحتملها التأويل وكان قال فيه يجوز أن تكون الكلمة تصحفت وكان في الأصل أزز بالزاي من قولك أزز الرجل إصبعه إذا جعلها في الشئ وأززت الجرادة أززا إذا أدخلت ذنبها في الأرض والمعنى شد يدك على النحر وزعم أن هذا الوجه أقرب الجميع قال ابن بطال عرضت كلام الخطابي على بعض أهل النقد فقال أما أخذه من أران القوم فمعترض لان أران لا يتعدى وانما يقال أران هو ولا يقال أران الرجل غنمه وأما الوجه الذي صوبه ففيه نظر وكانه من جهة أن الرواية لا تساعده وأما الوجه الذي جعله أقرب الجميع فهو أبعدها لعدم الرواية به وقال عياض ضبطه الأصيلي أرنى فعل أمر من الرؤية ومثله في مسلم لكن الراء ساكنة قال وأفادني بعضهم أنه وقف على هذه اللفظة في مسند علي بن عبد العزيز مضبوطة هكذا أرنى أو أعجل فكان الراوي شك في أحد اللفظين وهما بمعنى واحد والمقصود الذبح بما يسرع القطع ويجرى الدم ورجح النووي أن أرن بمعنى عجل وأنه شك من الراوي وضبط أعجل بكسر الجيم وبعضهم قال في رواية لمسلم أرنى بسكون الراء وبعد النون ياء أي أحضرني الآلة التي تذبح بها لأراها ثم أضرب عن ذلك فقال أو أعجل واوتجئ للاضراب فكأنه قال قد لا يتيسر احضار الآلة فيتأخر البيان فعرف الحكم فقال أعجل ما أنهر الدم الخ قال وهذا أولى من حمله على الشك وقال المنذري اختلف في هذه الفظة هل هي بوزن اعط أو بوزن اطع أو هي فعل أمر من الرؤية فعلى الأول المعنى ادم الحز من رنوت إذا أدمت النظر وعلى الثاني أهلكها ذبحا من أران القوم إذا هلكت مواشيهم وتعقب بأنه لا يتعدى وأجيب بأن المعنى كن ذا شاة هالكة إذا أزهقت نفسها بكل ما أنهر الدم (قلت) ولا يخفى تكلفة وأما على أنه بصيغة فعل الامر فمعناه أرنى سيلان الدم ومن سكن الراء اختلس الحركة ومن حذف الياء جاز وقوله واعجل بهمزة وصل وفتح الجيم وسكون اللام فعل أمر من العجلة أي أعجل لا تموت الذبيحة خنقا قال ورواه بعضهم بصيغة أفعل التفضيل أي ليكن الذبح أعجل ما أنهر الدم (قلت) وهذا وان تمشى على رواية أبى داود بتقديم لفظ أرنى على أعجل لم يستقم على رواية البخاري بتأخيرها وجوز بعضهم في رواية أرن بسكون الراء أن يكون من أرنانى حسن ما رأيته أي حملني على الرنو إليه والمعنى على هذا أحسن الذبح حتى تحب أن ننظر إليك ويؤيده حديث إذا ذبحتم فاحسنوا أخرجه مسلم وقد سبقت مباحث هذا الحديث مستوفاة قبل وسياقه هناك أتم مما هنا والله أعلم * (قوله باب النحر والذبح) في رواية أبي ذر والذبائح بصيغة الجمع وكانه جمع باعتبار أنه الأكثر فالنحر في الإبل خاصة واما غير الإبل فيذبح وقد جاءت أحاديث في ذبح الإبل وفى نحر غيرها وقال ابن التين الأصل في الإبل النحر وفى الشاة ونحوها الذبح واما البقر فجاء في القرآن ذكر ذبحها وفى السنة ذكر نحرها
(٥٥١)