الأجانب بتلك الرضاعة قال تاج الدين ظاهر الأحاديث ترد عليه وليس عندي فيه قول جازم لا من قطع ولا من ظن غالب كذا قال وفيه غفلة عما ثبت عند أبي داود في هذه القصة فكانت عائشة تأمر بنات أخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها ويراها وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها واسناده صحيح وهو صريح فأي ظن غالب وراء هذا والله سبحانه وتعالى أعلم وفى الحديث أيضا جواز دخول من اعترفت المرأة بالرضاعة معه عليها وانه يصير أخا لها وقبول قولها فيمن اعترفت به وان الزوج يسأل زوجته عن سبب ادخال الرجال بيته والاحتياط في ذلك والنظر فيه وفى قصة سالم جواز الارشاد إلى الحيل وقال ابن الرفعة يؤخذ منه جواز تعاطى ما يحصل الحل في المستقبل وإن كان ليس حلالا في الحال * (قوله باب لبن الفحل) بفتح الفاء وسكون المهملة أي الرجل ونسبة اللبن إليه مجازية لكونه السبب فيه (قوله عن ابن شهاب) لمالك فيه شيخ آخر وهو هشام بن عروة وسياقه للحديث عن عروة أتم وسيأتى قبيل كتاب الطلاق (قوله إن أفلح أخا أبى القعيس) بقاف وعين وسين مهملتين مصغر وتقدم في الشهادات من طريق الحكم عن عروة استأذن على أفلح فلم آذن له وفى رواية مسلم من هذا الوجه أفلح بن قعيس والمحفوظ أفلح أخو أبى القعيس ويحتمل أن يكون اسم أبيه قعيسا أو اسم جده فنسب إليه فتكون كنية أبى القعيس وافقت اسم أبيه أو اسم جده ويؤيد ما وقع في الأدب من طريق عقيل عن الزهري بلفظ فان أخا بنى القعيس وكذا وقع عند النسائي عن طريق وهب بن كيسان عن عروة وقد مضى في تفسير الأحزاب من طريق شعيب عن ابن شهاب بلفظ ان أفلح أخا أبى القعيس وكذا المسلم من طريق يونس ومعمر عن الزهري وهو المحفوظ عن أصحاب الزهري لكن وقع عند مسلم من رواية ابن عيينة عن الزهري أفلح بن أبي القعيس وكذا لأبي داود من طريق الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه ولمسلم من طريق ابن جريج عن عطاء أخبرني عروة أن عائشة قالت استأذن على عمى من الرضاعة أبو الجعد قال فقال لي هشام انما هو أبو القعيس وكذا وقع عند مسلم من طريق أبى معاوية عن هشام استأذن عليها أبو القعيس وسائر للرواة عن هشام قالوا أفلح آخر أبى القعيس كما هو المشهور وكذا قال سائر أصحاب عروة ووقع عند سعيد بن منصور من طريق القاسم بن محمد ان أبا قعيس أتى عائشة يستأذن عليها وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق القاسم عن أبي قعيس والمحفوظ أن الذي استأذن هو أفلح وأبو القعيس هو أخوه قال القرطبي كل ما جاء من الروايات وهم الا من قال أفلح أخو أبى القعيس أو قال أبو الجعد لأنها كنية أفلح (قلت) وإذا تدبرت ما حررت عرفت ان كثيرا من الروايات لا وهم فيه ولم يخطئ عطاء في قوله أبو الجعد فإنه يحتمل أن يكون حفظ كنية أفلح وأما اسم أبى القعيس فلم أقف عليه الا في كلام الدارقطني فقال هو وائل بن أفلح الأشعري وحكى هذا ابن عبد البر ثم حكى أيضا ان اسمه الجعد فعلى هذا يكون أخوه وافق اسمه اسم أبيه ويحتمل أن يكون أبو القعيس نسب لجده ويكون اسمه وائل بن قعيس بن أفلح بن القعيس وأخوه أفلح ابن قعيس بن أفلح أبو الجعد قال ابن عبد البر في الاستيعاب لا أعلم لأبي القعيس ذكرا الا في هذا الحديث (قوله وهو عمها من الرضاعة) فيه التفات وكان السياق يقتضى أن يقول وهو عمى وكذا وقع عند النسائي من طريق معن عن مالك وفى رواية يونس عن الزهري عند مسلم وكان أبو القعيس أخا عائشة من الرضاعة (قوله فأبيت ان آذن له) في رواية عراك الماضية في
(١٢٩)