فجائت أختها إلى علي بن أبي طالب، فقالت: إن عمر يرجم أختي، فأنشدك الله إن كنت تعلم أن لها عذرا لما أخبرتني به، فقال علي: إن لها عذرا، فكبرت تكبيرة سمعها عمر ومن عنده، فانطلقت إلى عمر فقالت: إن عليا زعم أن لأختي عذرا، فأرسل عمر إلى علي: ما عذرها؟ قال: إن الله يقول: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين (1)، فقال: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (2) وقال: وفصاله في عامين (3)، وكان الحمل هنا ستة أشهر، فتركهما عمر، قال ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر (4).
14 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتي أمير المؤمنين عليه السلام برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم، وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
ما تقول؟ قال: يا أمير المؤمنين! أنا قتلته، قال: اذهبوا به وأقيدوه به، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال: لا تعجلوه وردوه إلى أمير المؤمنين، فردوه فقال:
والله، يا أمير المؤمنين! ما هذا صاحبه، أنا قتلته، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للأول:
ما حملك على إقرارك على نفسك؟ فقال: يا أمير المؤمنين! وما كنت أستطيع أن أقول وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم و الرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه، وخفت الضرب فأقررت، وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة فأخذني البول، فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه، فقمت معجبا فدخل علي هؤلاء فأخذوني.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن عليه السلام، وقولوا له: ما الحكم فيهما؟ قال: فذهبوا إلى الحسن عليه السلام وقصوا عليه قصتهما، فقال الحسن عليه السلام: