حاجة؟ فقالوا: لا، يا أمير المؤمنين! ولكنا نحب أن نمشي معك، فقال لهم: انصرفوا فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي، قال: وركب مرة أخرى فمشوا خلفه، فقال: انصرفوا فإن خفق النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكي. (1) 8 - عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام: أن عليا عليه السلام صاحب رجلا ذميا، فقال له الذمي:
أين تريد، يا عبد الله؟ قال: أريد الكوفة، فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي، فقال له الذمي: أليس زعمت تريد الكوفة؟ قال: بلى، فقال له الذمي: فقد تركت الطريق! فقال: قد علمت، فقال له: فلم عدلت معي وعلمت ذلك؟ فقال له علي عليه السلام هذا: من تمام حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، و كذلك أمرنا نبينا، فقال له: هكذا؟ قال: نعم، فقال له الذمي: لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، وأنا أشهدك أني على دينك، فرجع الذمي مع علي عليه السلام فلما عرفه أسلم.
9 - وترجل دهاقين الأنبار له وأسندوا بين يديه، فقال عليه السلام: (ما هذا الذي صنعتموه؟ قالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: والله، ما ينتفع بهذا أمراؤكم، و إنكم لتشقون به على أنفسكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة و رآها العقاب، وما أربح الراحة معها الأمان من النار (2).