وانما صار في الناس من يحج حجة وفيهم - 1 - من يحج أكثر وفيهم - 2 - من لا يحج لان إبراهيم عليه السلام لما نادى هلم إلى الحج اسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة فلبى الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك داعى الله دبيك داعؤ الله فمن لبى عشرا " حج عشرا " ومن لبى خمسا " حج خمسا " ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدا " حج واحدا " ومن لم يلب لم يحج وسمى الأبطح أبطحا " - 3 - لان آدم عليه السلام امر ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح.
وانما امر آدم عليه السلام بالاعتراف ليكون سنة في ولده واذن رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس ان يبيت بمكة ليالي منى لاجل سقاية الحاج وانما أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله من الشجرة لأنه لما أسرى به إلى السماء فكان بالموضع الذي بحذاء الشجرة نودي يا محمد قال لبيك قال الم أجدك يتيما فآويت ووجدتك ضالا فهديت فقال النبي صلى الله عليه وآله الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك فلذلك أحرم من الشجرة دون المواضع كلها واما تقليد البدن فليعرف انها بدنة ويعرفها صاحبها بنعله الذي يقلدها به والاشعار انما أمر به ليحرم ظهرها على صاحبها - 4 - من حيث أشعرها ولا يستطيع الشيطان ان يتسنمها.
وانما امر برمي الجمار لان إبليس اللعين كان يتراءا لإبراهيم عليه السلام في موضع الجمار فيرجمه إبراهيم عليه السلام فجرت بذلك السنة.
وروى ان أول من رمى الجمار آدم عليه السلام ثم إبراهيم عليه السلام وقال رسول الله صلى الله عليه وآله انما جعل الله هذا الأضحى ليشبع مساكينهم - 5 - من اللحم فأطعموهم والعلة التي من أجلها تجزى البقرة عن خمسة نفر لان الذين امرهم السامري بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وهم الذين ذبحوا البقرة التي امر الله (تبارك - خ) وتعالى بذبحها وهم ادينونه وأخوه مبذونة وابن أخيه وابنته وامرأته.
وانما يجزى الجذع من الضأن في الأضحية ولا يجزى الجذع من المعز لان الجذع من الضان يلقح والجذع من المعز لا يلقح (حتى يستكمل السنة - خ).