وانما صار مقام إبراهيم عليه السلام عن يساره لان لإبراهيم عليه السلام مقاما " في القيامة ولمحمد صلى الله عليه وآله مقاما " في القيامة فمقام محمد صلى الله عليه وآله عن يمين عرش ربنا عز وجل ومقام إبراهيم عليه السلام عن شمال عرشه فمقام إبراهيم عليه السلام في مقامه يوم القيامة وعرش ربنا عز وجل مقبل غير مدبر وصار الركن الشامي متحركا " في الشتاء والصيف والليل والنهار لان الريح مسجونة تحته.
وانما صار البيت مرتفعا " يصعد اليه بالدرج لأنه لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما أرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس البناء فأتى الحجاج فأخبر فسئل الحجاج علي بن الحسين عليهما السلام عن ذلك فقال له مر الناس أن لا يبقى أحد منهم اخذ منه شيئا " الا رده فلما ارتفعت حيطانه امر بالتراب فألقى في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا " يصعد اليه بالدرج وصار الناس يطوفون حول الحجر ولا يطوفون فيه لان أم إسماعيل دفنت في الحجر ففيه قبرها فطيف كذلك كيلا - 1 - يوطئ قبرها.
وروى ان فيه قبور الأنبياء وما في الحجر شئ من البيت ولا قلامة ظفر وسميت بكة لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالأيدي.
وروى انها سميت بكة لبكاء الناس حولها وفيها وبكة هو موضع البيت و القرية مكة وانما لا يستحب الهدى إلى الكعبة لأنه يصير إلى الحجبة دون المساكين والكعبة لا تأكل ولا تشرب وما جعل هديا " لها فهو لزوارها.
وروى انه ينادى على الحجر الا من انقطعت عنه - 2 - النفقة فليحضر فيدفع اليه وانما هدمت قريش الكعبة لان السيل كان يأتيهم من أعلى مكة فيدخلها فانصدعت وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل سواء العاكف فيه والباد فقال لم يكن ينبغي ان يصنع على دور مكة أبواب لان للحاج - 3 - ان ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم وان أول من جعل لدور مكة أبوابا " معاوية ويكره المقام بمكة لان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج - 4 - عنها والمقيم بها يقسو