فقال له تمن يا إبراهيم (فكانت يسمى منى - 1 - فسماها الناس - 2 - منى وروى انها سميت منى لان إبراهيم عليه السلام تمنى هناك) ان يجعل الله مكان ابنه كبشا " يأمره - 3 - بذبحه فدية له وسمى الخيف خيفا " لأنه مرتفع عن (4) الوادي وكلما ارتفع عن (5) الوادي سمى - 6 - خيفا وانما صير الموقف بالمشعر ولم يصير (يصر - صح) بالحرم لان الكعبة بيت الله والحرم حجابه والمشعر بابه فلما قصده الزائرون أوقفهم بالباب يتضرعون - 7 - حتى اذن لهم بالدخول.
ثم أوقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة فلما نظر إلى طول تضرعهم امرهم بتقرب قربانهم فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا " دونه امرهم بالزيارة على طهارة وانما كره الصيام في أيام التشريق لان القوم زوار الله عز وجل فهم في ضيافته ولا ينبغي لضيف ان يصوم عند من زاره وأضافه وروى انها أيام أكل وشرب وبعال ومثل التعلق بأستار الكعبة مثل الرجل يكون بينه وبين الرجل جناية فيتعلق بثوبه ويستخذي له رجاء ان يهب له جرمه وانما صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه لان الله عز وجل أباح للمشركين - 8 - الأشهر الحرام أربعة أشهر إذ يقول فسيحوا في الأرض أربعة أشهر فمن ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت مسك الذنوب أربعة أشهر وانما يكره الاحتذاء - 9 - في مسجد الحرام تعظيما " للكعبة وانما سمى الحج الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها - 10 - المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة وانما صار التكبير بمنى في دبر خمسة عشر صلاة - 11 - وبالامصار - 12 - في دبر عشر صلوات لأنه إذا انفر الناس في النفر الأول امسك اهل الأمصار عن التكبير وكبر أهل منى ما داموا بمنى إلى النفر الأخير.