قد رحمت آدم وحواء لما شكيا إلى ما شكيا فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة وعزهما عنى بفراق الجنة واجمع بينهما في الخيمة فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما في وحدتهما وانصب الخيمة على الترعة التي بين جبال مكة قال والترعة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم فهبط جبرئيل عليه السلام على آدم بالخيمة على مقدار أركان البيت وقواعده فنصبها.
قال وانزل جبرئيل آدم من الصفا وانزل حواء من المروة وجمع بينهما في الخيمة قال وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر فأضاء نوره - 1 - وضوئه جبال مكة وما حولها قال وامتد ضوء العمود قال فهو مواضع - 2 - الحرم اليوم من - 3 - كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود قال فجعله الله حرما لحرمة الخيمة العمود لأنهما من الجنة.
قال ولذلك جعل الله عز وجل الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات مضاعفة قال ومدت اطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام قال وكانت أوتادها من عقيان الجنة وأطنابها من ضفائر الأرجوان.
قال وأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام اهبط على الخيمة بسبعين - 4 - ألف ملك يحرسونها من مردة الشياطين ويؤنسون آدم ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة قال فهبط بالملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين العتاة ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور قال وأركان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء.
ثم قال إن الله عز وجل أوحى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم و حواء فنحهما عن مواضع قواعد بيتي وارفع قواعد بيتي لملائكتي ثم ولد آدم فهبط