ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما " (1).
دل على عدم جواز اكل أموال الناس الا من طرق خاصة مشروعة، تبتنى على رضا الطرفين، وجعل حرمته كحرمة قتل الأنفس، وكأنه إلى هذا ينظر الحديث المعروف " حرمة مال المسلم كحرمة دمه " (2).
ومثله قوله تعالى: وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم انه كان حوبا كبيرا " (3).
وهو دليل على أن الانسان لو لم يكن قادرا على حفظ أمواله لابد ان تحفظ من طريق من يقدر على ذلك، وان الولي يجب عليه كمال الاحتياط فيه، والا ارتكب اثما عظيما.
ومن الجدير بالذكر ان التعبير بأموالكم وأموالهم دليل واضح على الملكية الخاصة في هذه الأموال لا ملكية المجتمع كما قد يتوهمه من لا خبرة له بشئ من الآثار الاسلامية والمتون الدينية.
وأيضا قوله تعالى: " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " (4).
دلت على أنه لا يجوز التصرف في شئ من أموالهم الحاصلة من طريق الصداق، الا باذنهن ورضاهن، وأيضا قوله تعالى: " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون " (5).