أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله رواه أحمد وأبو داود والنسائي والدارقطني ولفظه فقال:
إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلمني ما يجزئني في صلاتي فذكره.
أما الحديث الأول فهو طرف من حديث المسئ صلاته، وأخرجه النسائي أيضا، وقال الترمذي:
حديث رفاعة حسن، وأما الحديث الثاني فأخرجه أيضا ابن الجارود وابن حبان والحاكم، وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل السكسكي وهو من رجال البخاري لكن عيب عليه إخراج حديثه وضعفه النسائي. وقال ابن القطان: ضعفه قوم فلم يأتوا بحجة. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكر المتن. وذكره النووي في الخلاصة في فصل الضعيف. وقال في شرح المهذب:
رواه أبو داود والنسائي بإسناد ضعيف اه. ولم ينفرد بالحديث إبراهيم، فقد رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه أيضا من طريق طلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفى، ولكن في إسناده الفضل بن موفق، ضعفه أبو حاتم كذا قال الحافظ. قوله: فاحمد الله إلخ، قيل: قد عين الحديث الثاني لفظ الحمد والتكبير والتهليل المأمور به، ولا يخفى أنه من التقييد بموافق المطلق.
قوله: إني لا أستطيع رواه ابن ماجة بلفظ: إني لا أحسن من القرآن شيئا قال شارح المصابيح: اعلم أن هذه الواقعة لا تجوز أن تكون في جميع الأزمان، لأن من يقدر على تعلم هذه الكلمات لا محالة يقدر على تعلم الفاتحة بل تأويله، لا أستطيع أن أتعلم شيئا من القرآن في هذه الساعة وقد دخل على وقت الصلاة، فإذا فرغ من تلك الصلاة لزمه أن يتعلم. (والحديثان) يدلان على أن الذكر المذكور يجزئ من لا يستطيع أن يتعلم القرآن وليس فيه ما يقتضي التكرار، فظاهره أنها تكفي مرة. وقد ذهب البعض إلى أنه يقوله ثلاث مرات، والقائلون بوجوب الفاتحة في كل ركعة لعلهم يقولون بوجوبه في كل ركعة.
باب قراءة السورة بعد الفاتحة في الأوليين وهل تسن قراءتها في الأخريين أم لا عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب، ويسمعنا الآية أحيانا، ويطول في الركعة الأولى ما لا يطيل في الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح متفق عليه.
ورواه أبو داود وزاد قال: فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى.