والسلام على رسول الله، والدعاء بالمغفرة والدعاء بالفتح لأبواب الرحمة داخلا ولأبواب الفضل خارجا، ويزيد في الخروج سؤال الفضل، وينبغي أيضا أن يضم إلى ما أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم وما أخرج الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين عن ابن عباس في قوله تعالى: * (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) * (النور: 61) قال: هو المسجد إذا دخلته فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
باب جامع فيما تصان عنه المساجد وما أبيح فيها عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سمع رجلا ينشد في مسجد ضالة فليقل: لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا. وعن بريدة:
أن رجلا نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له رواهما أحمد ومسلم وابن ماجة.
قوله: ينشد بفتح الياء وضم الشين، يقال: نشدت الضالة بمعنى طلبتها وأنشدتها عرفتها. والضالة تطلق على الذكر والأنثى والجمع ضوال كدابة ودواب، وهي مختصة بالحيوان، ويقال لغير الحيوان ضائع ولقيط. قال ابن رسلان. قوله لا أداها الله إليك فيه دليل على جواز الدعاء على الناشد في المسجد بعدم الوجدان معاقبة له في ماله معاملة له بنقيض قصده. قال ابن رسلان: ويلحق بذلك من رفع صوته فيه بما يقتضي مصلحة ترجع إلى الرافع صوته، قال: وفيه النهي عن رفع الصوت بنشد الضالة، وما في معناه من البيع والشراء والإجارة والعقود. قال مالك وجماعة من العلماء:
يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره، وأجاز أبو حنيفة ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك رفع الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه. قوله: وإنما بنيت المساجد لما بنيت له قال النووي: معناه لذكر الله والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها: قال القاضي عياض: فيه دليل على منع الصنائع في المسجد، قال: وقال بعض شيوخنا إنما يمنع من الصنائع الخاصة فأما العامة للمسلمين في دينهم فلا بأس بها، وكره بعض