الأقارب ونحوهم. وقوله: في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعلق بقوله ينام، ورواية أحمد أدل على الجواز للتصريح فيها بأن ذلك كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أخرج البخاري حديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء وعلي مضطجع في المسجد قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسحه ويقول: قم أبا تراب وقد ذهب الجمهور إلى جواز النوم في المسجد. وروي عن ابن عباس كراهته إلا لمن يريد الصلاة، وعن ابن مسعود مطلقا. وعن مالك التفصيل بين من له مسكن فيكره وبين من لا مسكن له فيباح. قوله: وقال أبو قلابة عن أنس هذا طرف من قصة العرنيين وقد ذكرها البخاري في الطهارة من صحيحه، ووصل هذا اللفظ المذكور هنا في المحاربين من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة. قوله: قال عبد الرحمن هو أيضا طرف من حديث طويل ذكره البخاري في علامات النبوة.
والصفة موضع مظلل في المسجد النبوي كانت تأوي إليه المساكين. وعكل بضم العين المهملة وإسكان الكاف قبيلة من تيم، وقد تقدم ضبطه وتفسيره في باب الرخصة في بول ما يؤكل لحمه.
وعن عائشة قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب متفق عليه.
قوله: حبان بن العرقة بعين مهملة مفتوحة ثم راء مكسورة ثم قاف بعدها هاء التأنيث. قوله: في الأكحل هو عرق في اليد، وتمام الحديث في البخاري: قالت:
فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل عليهم فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات فيها يعني الخيمة أو في تلك المرضة. (والحديث) يدل على جواز ترك المريض في المسجد وإن كان في ذلك مظنة لخروج شئ منه يتنجس به المسجد.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل فوجدت كسرة خبز بين يدي عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه رواه أبو داود.
قال أبو بكر البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا