اسم لمن كان على ملة إبراهيم وانتصابه على الحال. قوله: ونسكي النسك العبادة لله وهو من ذكر العام بعد الخاص. قوله: ومحياي ومماتي أي حياتي وموتي. والجمهور على فتح الياء الآخرة في محياي وقرئ بإسكانها. قوله: وأنا من المسلمين في رواية لمسلم: وأنا أول المسلمين قال الشافعي: لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان أول مسلمي هذه الأمة. وفي رواية أخرى لمسلم كما هنا. قال في الانتصار: أن غير النبي إنما يقول: وأنا من المسلمين وهو وهم منشؤه توهم أن معنى وأنا أول المسلمين أني أول شخص اتصف بذلك بعد أن كان الناس بمعزل عنه وليس كذلك، بل معناه بيان المسارعة في الامتثال لما أمر به ونظيره: * (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) * (الزخرف: 81) وقال موسى: * (وأنا أول المؤمنين) * (الأعراف: 143) وظاهر الاطلاق أنه لا فرق في قوله: وأنا من المسلمين. وقوله: وما أنا من المشركين بين الرجل والمرأة، وهو صحيح على إرادة الشخص. وفي المستدرك للحاكم من رواية عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: قومي فاشهدي أضحيتك وقولي: إن صلاتي ونسكي إلى قوله: وأنا من المسلمين فدل على ما ذكرناه. قوله: ظلمت نفسي اعتراف بما يوجب نقص حظ النفس من ملابسة المعاصي تأدبا، وأراد بالنفس هنا الذات المشتملة على الروح. قوله: لأحسن الأخلاق أي لأكملها وأفضلها. قوله:
سيئها أي قبيحها. قوله: لبيك هو من ألب بالمكان إذا أقام به، وثنى هذا المصدر مضافا إلى الكاف، وأصل لبيك لبين فحذف النون للإضافة. وقال النووي: قال العلماء ومعناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. قوله: وسعديك قال الأزهري وغيره:
معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة، ومتابعة لدينك بعد متابعة. قوله: والخير كله في يديك زاد الشافعي عن مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة: والمهدى من هديت. قال الخطابي وغيره: فيه الارشاد إلى الأدب في الثناء على الله ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على جهة الأدب. قوله: والشر ليس إليك قال الخليل بن أحمد، والنضر بن شميل، وإسحق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن خزيمة، والأزهري وغيرهم معناه لا يتقرب به إليك، روى ذلك النووي عنهم، وهذا القول الأول والقول الثاني حكاه الشيخ أبو حامد عن المزني أن معناه لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنازير، ويا رب الشر ونحو هذا، وإن كان خالق كل شئ ورب كل شئ، وحينئذ يدخل الشر في العموم. والثالث معناه والشر لا يصعد إليك، وإنما يصعد الكلم الطيب