قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وليبين للمؤمنين سنته فعلا، كما بينها قولا في الدعاء والضراعة ليقتدي به في ذلك. قوله: أنت السلام ومنك السلام السلام الأول من أسماء الله تعالى، والثاني السلامة. قوله: تباركت تفاعلت من البركة وهي الكثرة والنماء.
ومعناه تعاظمت إذ كثرت صفات جلالك وكمالك.
وعن عبد الله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي.
قوله: في دبر كل صلاة بضم الدال على المشهور في اللغة والمعروف في الروايات قاله النووي. وقال أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت: دبر كل شئ بفتح الدال آخر أوقاته من الصلاة وغيرها، قال: هذا هو المعروف في اللغة، وأما الجارحة فبالضم. وقال الداودي عن ابن الأعرابي: دبر الشئ بالضم والفتح آخر أوقاته، والصحيح الضم كما قال النووي، ولم يذكر الجوهري وآخرون غيره. وفي القاموس: الدبر بضمتين نقيض القبل، ومن كل شئ عقبه، وبفتحتين الصلاة في آخر وقتها. قوله: حين يسلم فيه أنه ينبغي أن يكون هذا الذكر واليا للسلام مقدما على غيره لتقييد القول به بوقت التسليم.
(والحديث) يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة مرة واحدة لعدم ما يدل على التكرار.
وعن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد متفق عليه.
قوله: في دبر تقدم ضبطه وتفسيره. قوله: له الملك وله الحمد قال الحافظ في الفتح: زاد الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة: يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير إلى قدير ورواته موثقون، وثبت مثله عند البزار من حديث عبد الرحمن بن عوف بسند صحيح، لكن في القول إذا أصبح وإذا أمسى انتهى. قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد قد تقدم ضبط ذلك وتفسيره في باب ما يقول في رفعه من الركوع. (والحديث) يدل