أي سبحوه ونزهوه ومجدوه، وقد بين صلى الله عليه وآله وسلم اللفظ الذي يقع به هذا التعظيم بالأحاديث المتقدمة في الباب الذي قبل هذا. قوله: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فيه الحث على الدعاء في السجود، وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. قوله: فقمن قال النووي: هو بفتح القاف وفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان، فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع، ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع، قال: وفيه لغة ثالثة قمين بزيادة الياء وفتح القاف وكسر الميم ومعناه حقيق وجدير. ويستحب الجمع بين الدعاء والتسبيح المتقدم ليكون المصلي عاملا بجميع ما ورد، والامر بتعظيم الرب في الركوع والاجتهاد في الدعاء في السجود محمول على الندب عند الجمهور، وقد تقدم ذكر من قال بوجوب تسبيح الركوع والسجود.
باب ما يقول في رفعه من الركوع وبعد انتصابه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجدا، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يهوي ساجدا، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس متفق عليه. وفي رواية لهم: ربنا لك الحمد.
قوله: إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم فيه أن التكبير يكون مقارنا لحال القيام وأنه لا يجزي من قعود. وقد اختلف في وجوب تكبيرة الاحرام وقد قدمنا الكلام على ذلك. قوله: ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد فيه متمسك لمن قال: إنه يجمع بين التسميع والتحميد كل مصل من غير فرق بين الامام والمؤتم والمنفرد، وهو من الشافعي ومالك وعطاء وأبو داود وأبو بردة ومحمد بن سيرين وإسحاق وداود قالوا: إن المصلي إذا رفع رأسه من الركوع يقول في حال ارتفاعه: سمع الله لمن حمده، فإذا استوى قائما يقول: ربنا ولك الحمد. وقال الامام يحيى والثوري والأوزاعي وروي عن مالك أنه يجمع بينهما الامام والمنفرد ويحمد المؤتم. وقال أبو يوسف ومحمد: يجمع بينهما الامام والمنفرد أيضا،