أنس لها منه (ص) خارج الصلاة، فظاهره أنه أخبر عن مطلق قراءته صلى الله عليه وآله وسلم ولفظ كان مشعر بالاستمرار كما تقرر في الأصول، فيستفاد منه عموم الأزمان، وكونه من لفظ الراوي لا يقدح في ذلك لأن الفرض أنه عدل عارف.
وروى ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين رواه أحمد وأبو داود.
الحديث أخرجه أيضا الترمذي في القراءة ولم يذكر التسمية وقال غريب وليس إسناده بمتصل، وقد أعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال: لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة، واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة. قال الحافظ: وهذا الذي أعل به ليس بعلة. قد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة، وصححه ورجحه على الاسناد الذي فيه يعلى بن مملك انتهى. وقد عرفت أن الترمذي قال: إنه غريب وليس بمتصل في باب القراءة، ورواه في باب فضائل القرآن، وصححه هنالك بعد أن رواه عن أبي مليكة عن يعلى بن مملك، فلعل التصحيح لأجل الاتصال كما يدل عليه قوله في باب القراءة وليس إسناده بمتصل. وأخرجه الدارقطني عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقطعها آية آية وعدها عد الاعراب، وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم. قال اليعمري: رواته موثقون، وكذا رواه من هذا الوجه ابن خزيمة والحاكم وفي إسناده عمر بن هارون البلخي، قال الحافظ: هو ضعيف انتهى. ولكنه قد وثق فقول اليعمري: رواته موثقون صحيح. (والحديث) يدل على أن البسملة آية، وقد استدل به من قال باستحباب الجهر بالبسملة في الصلاة لما ذكرناه في شرح الحديث الذي قبله، وقد تقدم بسط الكلام على ذلك في أول الباب.
باب في البسملة هل هي من الفاتحة وأوائل السور أم لا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى صلاة