هو الذي كسع الأنصاري، الذي هو سنان كما تقدم.
والذي نريد أن نلفت النظر إليه هنا هو.
أولا: إن جهجاها لم يكن رجلا عاديا، يمكن أن يكون أجيرا لعمر بن الخطاب ليقود له فرسه.
ولا كان عمر في موقع يجعلنا نقبل بأنه قد أصبح ميسور الحال، وفي موقع اجتماعي يؤهله لان يستأجر رجلا، لا لأجل الخدمة، وقضاء الحاجات، بل ليقود له فرسه!!
ولا نرى أن جهجاها في موقع من يثير مشكلة في زحام الناس على الماء. فقد نجد له من الاحترام والتقدير، ما يجعلنا نربأ به عن أمر كهذا.
ثانيا: إننا نشك في صحة بعض ما ينسب إلى هذا الرجل، ونرى أن ثمة يدا تحاول أن تسئ إلى هذا الرجل، وتصغر من شأنه. وتثير الشبهات حوله، إلى درجة أنها تصفه بالنفاق. وذلك بسبب مواقفه السياسية، التي لا تنسجم مع أهوائها، وطموحاتها، وتوجهاتها.
فهو من المبايعين لعلي عليه السلام في خلافته (1).
وروي عن أبي حبيبة قال: خطب عثمان الناس، فقام إليه جهجاه الغفاري، فصاح: يا عثمان ألا إن هذه شارف قد جئنا بها، عليها عباءة وجامعة، فأنزل، فلندرعك العباءة ولنطرحك في الجامعة، ولنحملك على الشارف، ثم نطرحك في جبل الدخان.
قال عثمان: قبحك الله، وقبح ما جئت به.
قال أبو حبيبة: ولم يكن ذلك منه إلا عن ملا من الناس. وقام