الان؟! فقال: يا رسول الله، إني لم أدعك لتؤنبني، ولكن دعوتك لترحمني، فاغرورقت عينا رسول الله (ص)، ثم طلب منه ابن أبي أن يشهد غسله، وأن يكفنه في ثلاثة أثواب من ثيابه (ص)، ويمشي في جنازته، ويصلي عليه (1).
ونقول:
أولا: إننا لا نستطيع أن نصدق بأنه (ص) قد قال لابن أبي، وهو على فراش الموت، ومن دون أي موجب: أجزعا يا عدو الله الان. فإن أخلاق النبي (ص)، وسياسته لا تنسجم مع هذه القسوة البالغة، حتى مع المنافقين، لا سيما، وأن ابن أبي هو الذي طلب من النبي (ص) الحضور.
ثانيا: إن هذه القضية تؤيد كون قصة ابن أبي، وقوله: ليخرجن الأعز منها الأذل، إنما كان في غزوة تبوك كما قيل (2)، وهي في السنة التاسعة، سنة موت ابن أبي (3).
وقد تقدم قولهم بعد ذكر هم لتلك الحادثة مع زيد: ولم يلبث ابن أبي إلا أياما قلائل، حتى اشتكى ومات (4).