بالمئات. إلا إن صححنا رواية توزيعهم على بيوت الأوس حسبما تقدم.
الثاني:
قد ذكر ابن شهرآشوب: أن عدة بني قريظة كانت سبع مئة، لكن المقتولين منهم كانوا أربع مئة وخمسين (1)، وعند غيره: أربع مئة، أو ثلاث مئة.
وقد يكون هذا هو الأقرب إلى الواقع والحقيقة انسجاما مع ظاهر قوله تعالى: (فريقا تقتلون، وتأسرون فريقا) (2).
وقد فسر البعض قوله تعالى: (تأسرون فريقا) بالسبايا والذراري. وهو تفسير غير مقبول فإن الأسر هنا إنما يناسب المقاتلين أما النساء والذراري فالأنسب التعبير عنهم بالسبايا.
ومما يؤيد ما نقوله في عدد بني قريظة، قولهم: إن عدد الذراري والنساء كان سبع مئة وخمسين، أو تسع مئة أو ألفا على أبعد التقادير، مع أن السبي لا بد أن يكون أضعاف عدد المقاتلين، وهذا يؤيد أن يكون عدد المقاتلين ما بين المئة إلى المئتين على أبعد تقدير.
الثالث:
قد ظهر من الأقوال الآنفة الذكر مدى التفاوت والاختلاف في عدد قتلى بني قريظة فقد تراوحت الأقوال ما بين الثلاث مئة - إلى الألف، حتى لقد بلغت الأقوال إلى اثني عشر قولا.
وكثرة الأقوال إلى هذا الحد تدل على أنه لم يكن ثمة من يملك معلومات دقيقة عن هذا الموضوع. ويبدو أنها تقديرات تبرعية. تأثرت