الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٩٢
ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فمنهم من قضى نحبه قال عهده ومنهم من ينتظر يوما فيه جهاد فيقضى نحبه يعنى عهده بقتال أو صدق في لقاء * وأخرج أحمد والبخاري وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب الآن نغزوهم ولا يغزونا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كان بعد العشاء بهك كفينا ذلك فأنزل الله وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف فان خفتم فرجالا أو ركبانا * وأخرج الحاكم وصححه عن عيسى بن طلحة قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لامها أسماء أنا خير منك وأبى خير من أبيك فجعلت أسماء تشتمها وتقول أنت خير منى فقالت عائشة رضي الله عنها ألا أقضين بينكما قالت بلى قالت فان أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أنت عتيق من النار قالت فمن يومئذ سمى عتيقا ثم دخل طلحة رضي الله عنه فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن اللهف عن أبيه رضي الله عنه في قوله فمنهم من قضى نحبه قال نذره وقال الشاعر قضت ومن يثرب نحبها فاستمرت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله فمنهم من قضى نحبه قال مات على ما هو عليه من التصديق والايمان ومنهم من ينتظر ذلك وما بدلوا تبديلا ولم يغيروا كما غير المنافقون * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه على الصدق والوفاء ومنهم من ينتظر من نفسه الصدق والوفاء وما بدلوا تبديلا يقول ما شكوا ولا ترددوا في دينهم ولا استبدلوا به غيره ويعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم قال يميتهم على نفاقهم فيوجب لهم العذاب أو يتوب عليهم قال يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم تائبون من النفاق فيغفر لهم * قوله تعالى (ورد الله الذين كفروا) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورد الله الذي كفروا بغيظهم قال الأحزاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله ورد الله الذين كفروا بغيظهم قال أبو سفيان وأصحابه لم ينالوا خيرا قال لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفرا وكفى الله المؤمنين القتال انهزموا بالريح من غير قتال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكفى الله المؤمنين القتال قال بالجنود من عنده والريح التي بعث عليهم وكان الله قويا في أمره عزيزا في نقمته * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم انك ان تشأ لا تعبد فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان جميعا فخذل بين الناس فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله وكفى الله المؤمنين القتال * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب ردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يحمى أعراض المسلمين قال كعب رضي الله عنه أنا يا رسول الله وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنا يا رسول الله فقال إنك تحسن الشعر فقال حسان أنا يا رسول الله فقال نعم اهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب * قوله تعالى (وأنزل الذين ظاهروهم) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب قال قريظة من صياصيهم قال قصورهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست