الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٩٣
صياصيهم قال حصونهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب قال هم بنو قريضة ظاهروا أبا سفيان وراسلوه ونكثوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد غسلت شقه إذ أتاه جبريل عليه السلام فقال عفا الله عنك ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم وناداهم يا إخوة القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف فرجوا أن تأخذه فيهم مودة فأومأ إليهم أبو لبابة فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحزنوا الله والرسول الآية فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وان عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فقال قومه وعشيرته آثر المهاجرين بالأعقار علينا فقال إنكم كنتم ذوي أعقار وان المهاجرين كانوا لا أعقار لهم فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر وقال مضى فيكم بحكم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقذف في قلوبهم الرعب قال بصنيع جبريل عليه السلام فريقا تقتلون قال الذين ضربت أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل فقتلوا حتى أتوا على آخرهم وتأسرون فريقا قال الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم قال قريظة والنضير أهل الكتاب وأرضا لم تطؤها قال خيبر فتحت بعد قريظة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأرضا لم تطؤها قال كنا نحدث أنها مكة وقال الحسن رضي الله عنه هي أرض الروم وفارس وما فتح عليهم * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وأرضا لم تطؤها قال هو ما ظهر عليها المسلمون إلى يوم القيامة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه وأرضا لم تطؤها قال يزعمون أنها خيبر ولا أحسبها الا كل أرض فتحها الله على المسلمين أو هو فاتحها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ومن تبعه من كنانة وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان وطليحة ومن تبعه من بنى أسد وأبو الأعور ومن تبعه من بنى سليم وقريظة كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك وظاهروا المشركين فأنزل الله فيهم وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح فقال حين سرى جبريل عليه السلام ألا أبشروا ثلاثا فأرسل الله عليهم فهتكت القباب وكفأت القدور ودفنت الرجال وقطعت الأوتاد فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد فأنزل الله إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مرويه عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وبعث الله الريح على المشركين وكفى الله المؤمنين القتال ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد رضي الله عنه في المسجد قالت فجاء جبريل عليه السلام وان على ثناياه نقع الغبار فقال أو قد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم فقيل لهم أنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتى به على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم فقال انى أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله * وأخرج البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه قال أنزل الله في قصة الخندق وبنى قريظة تسعا وعشرين آية فاتحتها يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها النبي قل
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست