الإمعان في إذلال قريظة وتحقيرها.
وهو يدعي كذلك سرية ما جرى بين أبي لبابة وبني قريظة. ربما ليضفي - هذا القائل - المزيد من الغموض على حقيقة ما صدر من يهود قريظة، لأنه لا يصرح بتلاومهم على ما صدر منهم، ولا يصرح بمعرفتهم بحقيقة الحكم الذي سيصدر في حقهم - ليظهر أنهم قد أخذوا على حين غرة منهم - لا ينتج ذلك أنهم قد أخذوا خداعا وغدرا.
2 - لقد ادعي ذلك المستشرق: أن ما صدر هو مجرد مفاوضات مع أعداء محمد (ص)، لم تنته إلى اتفاق، وبقيت قريظة على ولائها، ولم تنقلب على محمد (ص).
متناسيا حقيقة: أنهم نقضوا العهد، وأن النبي (ص) أرسل إليهم سعد بن معاذ، وآخرين ليقنعوهم بالعودة عن موقفهم، فرفضوا العودة عن نقض العهد، وأسمعوهم ما يكرهون.
وتناسى أيضا: أنهم كانوا قد أرسلوا من تحرش بالنساء المسلمات في أطمهم، وقتلت صفية رحمها الله واحدا منهم.
ثم تناسى أنهم أرسلوا إلى قريش بأحمال الطعام، فاستولى المسلمون على القافلة، وجرى لهم معها قتال، وكان هناك جرحى.
وتناسى وتناسى.. إلى آخر ما هنالك من حقائق دامغة.
3 - قد زعم هذا القائل أن قريظة انسحبت إلى أطمها، ولم ترد على الهجوم بحماس. مع أن بعض النصوص التاريخية تقول: إنهم قد ناجزوا المسلمين خارج حصونهم وألحقوا بهم بعض الهزائم، كما سيأتي، فما معنى قوله: أنهم لم يردوا على الهجوم بحماس..
إننا لا ندري من أين استنتج حقيقة أنهم لم يردوا على الهجوم بحماس، وهم قد قاتلوا المسلمين بإصرار خارج حصونهم، ثم تحصنوا